غيث .. طفل سوري يعاني تشوهاً خلقياً يحرمه متعة الطفولة
تختبئ مأساة أسرة سورية وراء باب حديدي في حي شعبي فقير إثر الهم على طفلها “غيث” بعيداً عن المجتمع بسبب تشوه خلقي مركّب يحمله غيث في رأسه ووجهه يمنعه من التمتع بطفولته التي تمر أيامها عاجزة، ويقوده لمزيد من العزلة ولمصير مجهول المعالم.
فالكتلة اللحمية الكبيرة والثقيلة في رأس غيث ترغمه على البقاء مستلقياً على ظهره فأية حركة لرأسه تسبب له ألماً وخوفاً كبيرين. وقال خالد ديري والد غيث إنه غير معترض على ما كتبه الله سبحانه وتعالى وهو مؤمن بإرادة رب العالمين الذي أعطاه هذه الهدية.
ورغم دخله المحدود والمتقطع ذكر أنه لم يبخل بزيارة أو استشارة كثير من الأطباء الذين أكدوا أنه لم يسبق أن أجريت عمليات لمثل حالته المعقدة والخطيرة في سوريا.
ولم يقف الأب يائساً بل عرضه على أطباء أخصائيين في حلب وحمص أفادوا باحتياجه لعملية تضم كادرا طبيا لا يقل عن 6 أطباء، إضافة لتكلفتها المادية العاليه، مضيفين أنه لم تحصل هكذا عملية إلا في السعودية.
من جانب قالت انتصار ديب أم غيث أنها لم تعد تذهب لأقاربها من ولادتها لغيث بسبب ما يقال أحياناً من كلام جارح كما أنها تأثرت من خوف الأولاد عندما يرونه.
وأضافت والدته بأنها لا تستطيع إطعامه سوى الحليب لعدم قدرته على الحركة ولأن معدته لا تهضم، في حين أنها حاولت ذات مرة إطعامه لكنه مرض.
التشوه يطال أنفه وفمه المفتوحين على بعضهما
والتشوه الذي يطال أنفه وفمه المفتوحين على بعضهما سبب له المرض الدائم وأجبره على تناول أدوية الالتهاب منذ ولادته وأحرمه من الطعام والغذاء الذي يقتصر منذ سنة وسبعة أشهر على الحليب فقط.
وقال أخصائي الجراحة العصبية وليد حمود: “إذا لم تجر عملية جراحية للطفل سيعرض الغشاء المخاطي للأنف للجفاف لأنه مكشوف، ما سيؤدي إلى تقرحات في المنطقة ما يجعلها منفذاً للجراثيم سواء للأنف عن طريق زكام دائم أو للأنجسة المحيطة، إضافة إلى إمكانية تنقل الجراثيم لأي مكان في الجسم عن طريق الدم.
وعملية غيث المكلفة تجعل والده يقف عاجزاً أمام إمكانياته المادية المحدودة وإن كان لم يفقد الأمل برحمة الله عزل وجلّ التي ما بعدها رحمة.
وطالب والدا الطفل غيث أصحاب القلوب الرحيمة الوقوف معهم في محنتهم، والدموع تذرف من أعينهم الباحثة عن الضوء وإن كان بعيداً لينير حياتهم الحزينة التي تجري أيامها حزناً على فلذة كبدهم الوحيد غيث وهو يكبر بهذه الحالة